الموضوع: مقارنة بين العوامل المحسوسة في عملية التقييم

ان الاجراء المتخذ يؤثر على الارباح في معظم قضايا تخطيط الاعمال ، سواء أكان ذلك من خلال التأثير على التكاليف او على الإيرادات .

وفي حالات كثيرة ، مثل تقرير استثمار المال في بناء مصنع، تكون عائدات الاستثمار هى المستوى المطبق ،وليست اقصى الارباح الممكن الحصول عليها .

وعليه، بالرغم من امكان الحصول على مزيد من مجموع الارباح لدى القيام بمشروع استثمار معين الا ان التحليل قد يظهر ان نسبة الارباح المئوية تزيد اذا كان الاستثمار اقل مما هو عليه .

وحتى في هذه الحالة ؛ يكون المقياس -دون شك- هو الحصول على اكبر كمية ممكنة من الارباح للمشروع ،اذ ان مقياس عائدات الاستثمار يعني انه يمكن الحصول على ارباح اكثر من المشروع بإستثمار رأس مال المؤسسة في صفقات غير تلك التي يجري البحث فيها ، او اتخاذ قرار بتحديد قيمة الاستثمار في الاعمال .

ويعتمد تقرير اكبر الارباح الممكنة على مقارنة بين عدة عوامل مختلفة ،فالمقاييس التي تعتمد المعايير المحسوسة كساعات العمل او وحدات الانتاج تعطي المعنى نفسه للمقاييس المعبر عنها بالوحدات النقدية كالدولار والسنت : ففي رسم خطة للانتاج في احد المصانع ، مثلاً ؛ يمكن اعتبار مدى عمل الآلات واستغلال الطاقة البشرية المقاييس الصحيحة التي يتم على اساسها اختبار الطاقات القصوى لامكانيات الانتاج ، بل هى كذلك بفضل علاقتها بدفع الربح إلى حده الأقصى .

وعندما يمكن قياس العناصر غير الثابتة عددياً من بين مجموعة احتمالات ، واذا لم نؤثر تلك العوامل اي تأثير غير متوقع على سير العمل ،يكون تبني الخطة على اساس العوامل غير المحسوسة سهلاً اذ يستطاع برهنتها حسابياً .

وفي بعض عمليات التخطيط الكبرى من المستحسن تحضير حسابات الارباح والخسائر والميزانيات الناتجة عن كافة الاحتمالات، وهى تظهر بوضوح الاحتمال الاكثر ملاءمة للمؤسسة .

وحتى اذا كانت الخطة عنصراً اقل اهمية بالنسبة للمشروع ، واذا كان تأثيرها عليه غير ملموس ، فمن المستطاع مقارنة المصروفات والايرادات في كل احتمال ، وتبنى الاجراء الاحسن منها .

ولكن هنالك خطراً من تناسي محللي تلك المقارنات لحقيقة ان التقديرات والتحسينات ،والتنبؤ بالنتائج هى في صميم عملياتهم الحسابية ،ونادراً ما تكون التقديرات الكمية للعناصر غير الثابتة في تخطيط الاعمال صحيحة يمكن الاعتماد عليها .

فالافتراضات والتقديرات السابقة ضرورية في كافة الحالات ، والمحلل في تفسيره لللنتائج ، يجب ان يعي مجال الخطأ الذي اتخذ اساساً لعمليات حسابية كثيرة .

ويمكن ان تشمل احدى الدراسات التفصيلية جداول بالمعلومات الكمية التي تظهر صحيحة اكثر مما هى في الحقيقة ، على ان عملية تقدير نسبة الخطاً في المعلومات الاساسية وأثر ذلك الخطاأ في الاستنتاجات النهائية لها اهمية قصوى في اية عملية تقييم .