ألا تتفقون معي في أن :
أن توصيل عبارة النقد تشبه عملية إلقاء قنبلة في بعض المواقف ، ومع بعض الناس .
ومهما حرصنا أن تكون هذه العبارة مغلفة بسكر .. أو حرير ... فهي سوف تحدث ضرراً .
وحالنا لن يكون أفضل لو حاولنا عدم توصيلها .
لأنـها سـتكون مثـل القنبلـة التـي نزع فتيلـها .. ولكم أن تتخيلــوا أثر انتظار انفجارها .
ذلك لأننا نخطيء ودون قصد فنركز نقدنا على عيوب في شخصية الذي نوصل له الرسالة ، وعندها نكون قـد وضعنا حوارنا علـى ... على فم البركان .
و ألستم معي في أننا :
نمضي وقتاَ طويلاً في الحديث عمن أخطأ ، وعمن هوعلى صواب ، وعمن يقع عليه اللوم .
وأننا نفترض أننا على صواب والآخر على خطأ .
وأن الخطأ كان مقصوداً ومستهدف لعرقلة سير العمل، والتخطيط لفشله .
وما الذي ينتج عن ذلك ؟؟؟
ينتج التالي :
تدور رحى اللوم بلا رحمة .
فيسود الشعور بالإحباط والألم .
وتبدأ عملية الخوف من الحساب دون وجه حق .
فتخرج الحيل الدفاعية النفسية وتستخدم في :
- التبرير .
- الصراع . الإسقاط ...
أي تستخدم كل الطاقات في الدفاع عن الأشخاص أو ..
الهجوم عليهم .. بدلاً عن ..
الدفاع عن الحدث أو الموقف ، ومحاولة الاستفادة منه في المرات القادمة .
ثم :
والستم معي أننا في نقدنا الأشخاص نستثير لديهم دافعية الدفاع عن الذات .
إذاً الأفضل أن ... أننا عندما نقدم النقد أن ننقد الفعل وندع صاحبه ... و ...
لنكن من القائلين : لكل منا رأيه .. أو
هناك وجهان لكل قصة يتأثر كل منها باختلاف المنظور الذي ينظر منه كل شخص فينا ..
أو
لم لا أكون أنـا غير المنطقية ورؤيتي هـي التي شــابها الخطأ .. أو
كلانا رؤيته خاطئه فنحتاج جميعنا إلى ..
نحن نحتاج ... ... نحن نحتاج إلى الانصات الجميل
والذي يتطلب أن : ننصت أولاً إلى ما يقوله الشخص الآخر إذا وجهنا نقداً لتصرفاته .
هذا الإنصات له شروط .. هو ” الإنصات الجميل ” لماذا ؟
لأنه يقودنا إلى تفهم الفعل .
كما أنه يوضح لنا رؤية الشخص الآخر والأسلوب الذي اتبعه .
وهو يمثل خطوة محورية أولية لتفهم الاختلافات .
وأسباب من أسباب انعدام اتفاقنا في نقطة الالتقاء أننا :
أننا لا شعورياً نبحث عن المعلومات التي تؤيد وجهة نظرنا ونلتقطها .
وهذا أمر بشري من الدرجة الأولى .
ثــم نـضفي علـيها أفـضل الـتفسيرات الـممكنة بتأثير من خبراتنا السابقة .
ومن هنا يتأكد إحساسنا بصحة آراؤنا .
فنتجاهل أو نخطيء فكرة الغير .
والحل ؟
العمل على تصديق واحتضان وجهة نظر الطرف الآخر .
لكن قبول وجهة نظر الشخص الآخر لا يعني التخلي عن وجهة نظرنا إلى الأبد .
إلى أن نتمكن من استماع الطرف الآخر .
هذا السماع قد يجعلنا نتشـارك والـطرف الآخـر المشـاعر فنغير من سلوكنا نحو هذا الخطأ .
وبما أننا نعرف منشأ اختلاف وجهات النظر بيننا ( العوامل الوراثية والبيئية ) فإذاً للطرفين مبرراتهما المنطقية في نفس الوقت .
ماذا يمنحنا ذلك ؟؟؟
يمنحنا القدرة على إدراك مدى أهمية استماع وجهة نظرالطرف الآخر قبل إصدار الحكم .
يجعلنا نبحث عن أنسب طريقة لمعالجة موضوع الـخلاف في الرأي .
إذاً نحن هنا ننقد ماذا الشخص أم السلوك ؟
لنقرأ الحكمة التالية :
لسان العاقل من وراء قلبـه
فإذا أراد الكلام تـفكر
فإن كان له قال
وإن كان عليه سكت
وقلب الأحمق من وراء لسـانه
فإذا أراد أن يقول قال
فإن كان له سكت
وإن كان عليـه قـال
عندما تقع الأخطاء ونختلف في وجهات النظر حول من الذي أخطأ ، تميل غالبيتنا إلى :
التركيز على إسهامات الآخرين في الأخطاء ، مع إهمال إسهاماتنا الشخصية في حدوث الخطأ
نميل إلى رؤية أنفسنا كضحايا وقعنا في الأخطاء نتيجة لتهاون الآخرين
ماذا ينتج عن تلك النظرة ؟
بطبيعة الحال سيكون لدى الآخرون أيضاً الاتجاه المعاكس .
فلا تحل المشكلة للمرة القادمة ، ولا تحدث عملية التعلم من الأخطاء ، أومن اختلاف وجهات نظرنا
إذاً دائماً ما يغير الوعي الزائد بقصة الطرف الآخر من مشاعرنا ... صح ؟
كما تؤثر رؤيتنا لنواياهم أيضاً على مشاعرنا .
ثم ألا تؤثر نوايانا وبواعثنا على الطرف الآخر ؟ ؟ ؟ تؤثر أم لا ؟
وإذا كانت لدينا مشاعر قوية سالبة ، أليس من المحتمل أيضاً أن يكون للآخرين نفس المشاعر ؟
وإذا أطلقت عنان مشاعري بدون محادثـة وتوجيـه ، ألا يحتمل أن الطرف الآخر قد يقوم بنفس العملية ؟
فماذا سيصيبك من جراء ذلك ؟
فلنفكر أيهما نختار
ولنفكر في أننا لو كنا في نفس المكان وحُملنا تلك المسئولية ألا يُحتمل أن نقع في نفس الأخطاء ؟؟؟ أو ألا يحتمل أن نتدارك تلك الأخطاء ... لكننا نقع في غيرها ...
إذاً
لابد أن نعترف أمام أنفسنا أننا أيضاً قد نرتكب أخطاء ... وإذا اعترفنا بذلك ...
نكون قد هيئنا أنفسنا لقبول قصة الشخص الآخر في خطئه ... فنبدأ بالنقد الموضوعي .
وأخيراً :هناك ثلاثة أسئلة رئيسية لنضعها أمامنا إذا أردنا التوصل للاختيار الصائب في تقديم رأينا أو نقدنا من عدم تقديمه إلى أن يكون بناءً :
هل الموضوع الذي أناقشه هو فعلاً حقيقي يستحق هذه المعاناة أم لا ؟
هـل هناك طريـق آخـر أفـضل لمعالجة الموقف مـن النقاش فيـه بوضوح وصراحة ؟ لأنه أحياناً تـكون الأفعال أفضل من الكلمات .
هـل لـديـك مغزى أو هـدف عـميق مـحدد نريد تحقيقه ، أي هل سنصل لنتيجة ، أم أنها ستكون عملية لغو ، وإضاعة وقت ، وتوسيع هوة نحن في غنى عنها .