جهاز عجيب وغريب ذاك الذي خطف أنظار وعقول الشباب في وقتنا الحالي حتى بات الشغل الشاغل لهم وأظن في بعض الأحيان سيستبدلونه بالذهاب إلى المدرسة.
ومنذ القدم يسعى الإنسان إلى اختراع واكتشاف أشياء جديدة تسهل له حياته ويطورها مع مرور الزمن, ومن أهم هذه الاختراعات آلات الطهي الحديثة في المنازل, بحيث يسرت لأمهاتنا الطهي بطرق جديدة وميسرة باستخدام مؤقت الجهاز وتحديد درجة الحرارة المناسبة للأكل.
وكذلك ظهور الجوال كما أدى تسارع تطور تقنية الحاسب إلى تغيير كبير ومستمر في حياتنا بحيث لا يخلو كثير من الأماكن التي نذهب من استخدام هذا الجهاز حتى أصبح الحاسب جزءًا من حياتنا اليومية.
ومثلي مثل كل الناس أدخلته إلى بيتي ليتسنى لي التعلم وكذلك أولادي ولنفهم هذا الجهاز ونبحث عن إيجابياته قبل سلبياته ونستخدمها في حياتنا اليومية.
أراقب من البعد أولادي.أحيانًا تتحايل إحداهن بالتعب وغيابها عن المدرسة, كل ذلك حتى تسبق أخواتها بالجلوس على الكمبيوتر وتمضية أكبر وقت ممكن باللعب والاستمتاع.
أكتشف هذا آخر النهار, وأقف مكتوفة الأيدي لا أعرف ما الذي أفعله, وبماذا أعاقب, حتى لو جربت أن أحرمها منه تخترع طريقة أخرى لفتحه وتمضية ما تبقى من اليوم.
جلست أمامها مرة لأتعلم وأصل إلى ما وصلت إليه من معرفة وعلم بهذا الجهاز العجيب, فاكتشفت أنهم يمضون الوقت ويضيعونه في أشياء تافهة لا تفيدهم لمستقبلهم بين دردشة, تصفح للطرف والنكت, قراءة منشورات, تعليقات, رد على تعليق آخر......... وهكذا.
هذا من رأيي تضييع للوقت, بينما هم يعتبرونه تسلية واكتشافا جديدا، الجميع يستخدمه ويفعلون المثل.
اقتربت منهم وحاولت معهم أن نبحث في مجالات وميادين مختلفة من الحياة فاكتشفت أن له استخدامات عديدة منها التعليم:
1- حيث يساعد في حفظ بيانات المعلمين والطلاب والموظفين.
2- عرض الدروس التعليمية على شاشات العرض.
3- عرض التجارب العلمية بعيدًا عن المختبرات وخطورتها.
وفي المنزل:
1-إضافة الحاسب إلى التلفاز والمكيف والفرن والغسالة للتحكم في وظائفها.
2-استخدام الإنترنت للتواصل مع الأقارب والأصدقاء.
وفي الطب والصحة:
1-ساعد في حفظ بيانات الأطباء والموظفين والمرضى.
2-طباعة التقارير والمواعيد.
3-التحكم في الأجهزة الطبية.
4- المساعدة في إجراء العمليات الجراحية.
5- تخطيط عمل القلب والدماغ.
6-إجراء التحاليل اللازمة وإظهار نتائج الفحوصات.
وفي الإدارة والمكاتب:
1- تنظيم المواعيد.
2- طباعة الرسائل وإخراجها.
3-حفظ البيانات والمعلومات للمكتب.
4- حساب الميزانيات والأرباح.
وفي الهندسة والتخطيط:
1-ساعد في تصميم مخططات المباني والمنشآت والجسور.
2-تصميم المركبات كالسيارات.
3-عمل المخططات العقارية للمدن والأحياء.
وفي الصناعة والإنتاج:
1- ساعد على زيادة الإنتاج وجودته.
2- التحكم بالعمليات الصناعية في المصانع.
3- اكتشاف الأعطال وسرعة حلها.
وفي المصارف المالية والاقتصاد:
1- التعامل مع الأسهم الاستثمارية بيعا وشراء.
2- معرفة الأرباح والخسائر في الشركات.
3- إجراء العمليات المصرفية عن طريق أجهزة الصرف أو الهاتف المصرفي أو الإنترنت دون الحاجة للذهاب إلى المصرف.
وفي الطيران المدني:
1- تسجيل المعلومات الخاصة بالرحلات الجوية.
2- تنظيم الإقلاع والهبوط.
3- الاستعلام عن الرحلات والحجز.
4- نظام حجز وبيع تذاكر الطيران للمسافرين.
في المجالات الأمنية والعسكرية:
1- يسهل عملية التحقيق وكشف البصمات.
2- يستخدم في الأسلحة الاستراتيجية كالصواريخ العابرة للقارات وأجهزة الإنذار المبكر.
3- يستعمل في تصميم الأسلحة المختلفة.
4- تخطيط العمليات العسكرية وفي التحكم بالطائرات الحربية التي تطير بدون طيار.
5- في الأحوال المدنية والجوازات بتخزين جميع بيانات الموظفين والمقيمين وإصدار الأوراق الرسمية.
كل هذا جزء من استخداماته ولو بحث جيلنا واستفاد منه لانتصرنا على الغرب بكل ما عنده من اختراعات واكتشافات ولكن للأسف لقد جمد هذا الاختراع عقول أطفالنا وبات الواحد منهم أسير هذه الآلة العجيبة فقد كان الواحد منا قديمًا يخترع من ألعابه لعبة جديدة ومن دمية قد تكسرت لديه لعبة جديدة يتباهى بها أمام أصدقائه ويعتبرها جزءا من اختراعاته ولم نكن نشعر بمرور الوقت آنذاك، كل شيء يمضي وكذلك الحياة.
الآن يشكو هذا الجيل من الملل ومن كثرة الفراغ لأن كل شيء متوفر لديه لا ينقصه سوى محاولة المعرفة والبحث في مواقع تعلمه وتدله على الشيء الإيجابي في هذا الاختراع.
فهناك مواقع لتعلم اللغات بكل أنواعها من لغة إنجليزية مثل موقع WWW.ENGLISH4ARAB.NET, فرنسية, إيطالية, كورية ... إلخ.
هذا يساعدهم في حال السفر والانتقال من بلد لآخر للتواصل مع أهل هذا البلد.
وموقع لتعلم الطبخ WWW.MANALONLINE.COMوآخر لتعلم الخياطة Forum.sedty.com. وهناك مواقع تعليمية للأطفال بإدخال المعلومة لهم عن طريق لعبة, هذا ينمي ذكاءهم وقدراتهم طبعًا بوجود الأهل بمساعدتهم للاستفادة من هذا الجهاز وملء وقتهم بأشياء مفيدة وممتعة لهم.
لذلك علينا نحن الأهل أن نشارك أولادنا بمجالسة هذه الآلة للاستفادة من إيجابياتها وتخصيص الوقت الكافي لهم وعدم تركنا لهم. ولا عيب أن نتعلم معهم ونمشي خطوة خطوة نحو غد أفضل.

بقلم: باسمة الشاطر