على مشارف الفوضى
هل اصبح العالم يعيش على حافة الانهيار؟، سؤال يتردد صداه على كل الالسنة، ولما لا وقد بدأت الفوضى تنتشر في كل ارجاء المعمورة بدون ضابط او رابط، لقد اصبح العنف والفوضى هما السمة الظاهرة والواضحة لكل شعوب العالم، حتى الشعوب التي كانت تطلق على نفسها شعوب الصف الأول او الطبقة الراقية والمتحضرة، لقد اصابتها هي الأخرى عدوى الفوضى والعنف.
فاذا كان العنف في المنطقة العربية قد غلفناه بغلاف الثورة، طمعا في الاطاحة بالأنظمة العربية المستبدة، فإن غلاف الثورة قد وقع بالفعل بعد وقوع هذه الانظمة، لكن ظل العنف وظلت الفوضى قائمة كما هي، فالكل لا يعرف طريقا لأخذ حقه إلا بالقوة، وكل جماعة او طائفة لا تفكر إلا من منطلق القوة وحدها، ولما لا وقد بدأت قواعد النظم في الانهيار الواحدة تلو الأخرى.
واذا كانت الفوضى والعشوائية مبررة في عالمنا العربية، نظرا لما عانيناه من جهل وفقر وسوء ادارة البلاد لعشرات السنين، فإن الفوضى والعشوائية ما هو مبررها في بلد مثل انجلترا، والتي تعيش حالة من العنف المتبادل والمتواصل لثلاثة ايام حتى الآن، وذلك رغم الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي يحيا فيها الشعب الانجليزي، فلماذا هذا اللجوء الغير مبرر للعنف وللفوضى، ولا ننسى أيضا المظاهرات العارمة التي تجتاح إسرائيل (فلسطين المحتلة)، أليست هي واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط كما يطلقون عليها، اليست هي قطعة الجنة في وسط الجحيم كمعتقد الاسرائيلين انفسهم، فأين ذهبت الديمقراطية والحضارة والرقي..؟؟.
إن ثقافة الارهاب التي نشرتها دول الغرب وعلى رأسهم أمريكا وانجلترا واسرائيل ستكون هي ذاته السلاح الذي سيهدم اركان هذه الامبراطوريات، وستكون الوسيلة التي استخدموها لشن حربهم على الاسلام، هي نفسها الوسيلة التي سيغرقون بها، فالتاريخ لن يرحم هؤلاء الذي الصقوا التهم جزافا بالاسلام والمسلمين، وبرروا لأنفسهم البغي والعدوان بحجة نشر الحضارة والديمقراطية على طريقتهم، والآن هم انفسهم سيعيشون مرارة الفوضى التي انزلوها علينا انزالا، وسيذيقهم الله لباس الفوضى والعشوائية كما هم أمروا عملاؤهم عندنا بنشرها، فما افساد رؤسائنا من غبائهم او رغبتهم في السلطة والسلطان فقط، وإنما هو فساد منظم ومدروس يهدف الى إضعاف الشعوب الاسلامية، ولا يمكن ان يكون إلا مخططا غربيا لإخضاع العالم الاسلامي والقضاء عليه، لكن "يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين".
اننا نشهد وعن كثب قرب بداية النهاية، فإن ثورات الربيع العربي كما يطلق عليها ستمثل اللبنة الأولى لعودة المسلمين الى مكانتهم الطبيعية، كقادة للعالم الجديد وواحة حقيقية لنشر الحضارة والعلم، تحت لواء الدولة المصرية التي طالما علمنا التاريخ انه لا دور للعرب والمسلمين إلا وكانت مصر فيه في المقدمة، وستندحر الحضارات الغربية وتزول شيئا فشيئا، فلقد رأينا فيما مضى من ايام معجزات ما كان لبشر أن يجرؤ حتى ان يحلم بها، فليس هذا على الله بعزيز، ولكننا الآن أمام رسالة حقيقية، فقد تكون هذه اللحظة التي نحياها الآن فارقة في تاريخ امة بأسرها، لابد ألا نقف كثيرا لنتأمل أشياء في الماضي، بل يجب ان يكون نظرنا كله صوب المستقبل، ويجب ان نعمل وننتج ونجتهد لنساعد ولو بالشيء اليسير في بناء هذه الأمة من جديد .. إننا لسنا ضعافا كما يظن البعض فقوتنا تكمن في أن كلمة "لا إله إلا الله" تجمعنا، فليكن إيماننا بالله سبحانه وتعالى وحبنا الحقيقي لوطننا مصر هو المحرك وهو الدافع لنا لأن نتخطى كل الصعاب ولأن نصل الى ما عجز عنه ابائنا واجدادنا.