طرح علي السؤال الفلسفي التالي:
من يمكن أن نعتبر متغيرا تابعا :رأس المال الفكري يتبع التنمية أم التنمية تتأتى من خلال رأس مال الفكري ؟
الجواب:
بالنسبة للسؤال فهو فلسفي و عميق جدا، لأنه عند الكلام عن رأس المال الفكري فنحن ضمن الاقتصاد الجزئي (داخل المنظمة) أما عند الكلام عن التنمية فقد انتقلنا إلى الاقتصاد الكلي (الدولة)، لكن حسب مطالعاتي في الموضوع أقول بأن رأس المال الفكري تعريفا هو المعرفة التي يمكن تحويلها إلى ربح، و بهذا فالمنظمة من خلال الاستثمار في رأس المال الفكري تحقق الربح و الميزة التنافسية و النمو و هذا ما ينعكس إيجابيا على الاقتصاد و بالتالي تتحقق التنمية و من هنا فالتنمية هي المتغير التابع للاستثمار في رأس المال الفكري.
و لكن الأبعد من ذلك هو أنه عندما تكون هناك تنمية في الدولة من خلال استثمار الدولة في التعليم في مختلف مراحله و في البحث العلمي في الجامعات و مراكز البحث و التطوير فإن المخرجات ستكون كفاءات تشكل في منظماتها رأس مال فكري. و كذلك مظاهر التنمية من الناحية الاقتصادية تبقي رأس المال الفكري ضمن الحدود الوطنية و لا يستقطب من قبل منظمات الأعمال الأجنبية مما يحافظ على رأس المال الفكري المحلي و يعمل على تنميته.
من خلال ما سبق نقول أنه مبدئيا التنمية هي المتغير التابع للاستثمار في رأس المال الفكري (استثمار منظمات الأعمال)، لكن رأس المال الفكري قد يكون هو المتغير التابع إذا كانت التنمية حقيقية في مجال التعليم (استثمار الدولة).