نعم بلادي لم تعد بلادي وحدي، لقد اصبحت مصر بلاد الحرية ورمزا للصمود والعزة والكرامة، لقد اصبحت بلادي بلد لكل الأحرار في العالم، قبلة الثوار وملاذ الأحرار. مصري وأفتخر أن أرض وطني أصبحت أرض العزة وأرض الشموخ، ارض التحدي وأرض الشجاعة، عليها مات الشهداء على مر الأزمان يحاربون الظلم والعدوان، وينتصرون للحق، والآن يقدم قرابين الحرية من جديد على أرضه، فيثور وينتصر وتظل أرض مصر تقدم شهدائها للدفاع عن الحق في كل زمان، وفي النهاية كان لابد أن يستجيب القدر، فالويل لكل ظالم يقف أمام شعبنا، فحينما يهب المصري للدفاع عن حقه فلا أقل من أن تنزوي له الأرض وان ينحني له الزمان.
لازلت الى الآن أعيش أصداء الثورة ونفحاتها، لم استطع حتى الآن ان اخرج من هذه الحالة الثورية التي أمر بها منذ لحظة النصر لحظة تنحي مبارك، ويالها من لحظة، التاريخ سيقف عندها كثيرا، الطغاه في العالم يتألمون الآن حسرة على هزيمة قائدهم، وعلى نصر شعب لا يموت أبدا، لقد زلزلت الثورة المصرية العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، لينفجر شريان الحرية والكرامة على أرض الكنانة.
لقد تغيرت كل القواعد وتفتت كل العبارات على عتبات هذه الثورة العظيمة، لقد شاهدنا قواعد تتحطم وقوانين تهدم ونظريات تقع بيد أبناء هذه الثورة، يكفيني فخرا أن أروي لكم مشهدا جللا عظيما من مشاهد الثورة التي لا تنسى، لقد أدمعت عيناي ولم استطع ان اتمالك نفسي، واقشعر بدني حينما رأيت مشهد المصلين في ميدان التحرير وهم في حماية شباب مسيحين يلتفون حولهم ويحرسونهم حتى ينتهوا من صلاتهم، ما هذه البلد وما هذا الوطن، أيمكن أن يحدث هذا في أي بقعة أخرى على وجه الأرض إلا في مصر، هل تعلمون ان شباب الجماعة السلفية قد شكلوا لجانا شعبية لحماية الكنائس في العريش بعد محاولة سرقتها من مجهولون، ما هذا الرباط السحري الذي يربط شعب مصر مسلميه وأقباطه، وأي بلد وأي وطن هذا الذي تذوب فيه كل الأديان والأفكار والمعتقدات لتشكل وجدان أمة لا ينفرط عقدها مهما أفسد المفسدين، ومهما تربص بهم المتربصين.
لقد أدركت الآن معنى كلمة الوطن، معان كثيرة كانت قد اختفت من قاموس حياتنا ولكنها الآن تعود وتطفو على السطح، لتسري في دمائنا وفي عروقنا، وتشكل وقودا يحركنا، الآن فقط حان الوقت لأصيح بأعلى صوتي تحيا مصر تحيا مصر.