أعمل بشركة تابعة للقطاع العام، قبل التشغيل التجاري لمصانع الشركة كانت هناك لائحة مخالفات كالتي ذكرها بعض الإخوة من السماح لفترة 15 دقيقة، ثم بعدها تنبيه شفوي، ثم إنذار كتابي، ....الخ.
أما بعد بدء التشغيل التجاري للمصانع ومجيء إدارة أخرى، فقد تغيرت لائحة الجزاءات، واصبحت متطرفة ومشتطة جداً في التعامل مع الموظفين المتأخرين.. حتى أنها -اللائحة- اعتبرت التأخير يبدأ بعد الدقيقة الأولى من بدء الدوام الرسمي.. الأمر الذي أدى إلى إزهاق أرواح بعض الموظفين بسبب السرعة الزائدة وعدم الانتباه أثناء قيادة سياراتهم في حضورهم إلى العمل..
وهناك ثغرات قانونية في اللائحة فهي لا تحدد التأخير لفترة شهرية أو سنوية أو طيلة مدة الخدمة؟؟ وصدر قرار من إدارة الشركة أن من يسجل عليه تأخير مرة واحدة في السنة يحرم من الحصول على الترقية السنوية (العلاوة)..
أيضاً.. هناك مذكرة من الإدارة تسمح للقياديين بالتأخير عن العمل لأي وقت بشرط أن يعوضوا التأخير بعد انتهاء الدوام الرسمي.. علماً بأن هؤلاء القياديين منحتهم الشركة سيارات جديدة عصرية مع التزود المجاني بالوقود، ومعظمهم تم منحهم فلل سكنية بالقرب من موقع الشركة، في حين أن بعض العاملين يبعد عن الشركة لمسافة أكثر من 50 كيلومتراً.
أيضاً.. أغلب العاملين يأتون إلى العمل بسياراتهم الخاصة، لأن ما توفره الشركة من الحافلات لا يكفي حتى 15 % من العاملين..
الآن يسمح بالتأخير لمدة 5 دقائق فقط، يتم بعدها التحقيق مع العامل عن الدقيقة التالية.. ولا يوجد تدرج في العقوبة..
الشركة تطبق حالياً نظام البوابات الإلكترونية ولكن بعض العاملين يقومون بالتهرب من العمل بإعطاء بطاقاتهم لزملائهم، وحتى بعد تطبيق منظومة البصمة الإلكترونية لازال بعض العاملين يتغلبون على هذه التقنية ببصمات أيدي زملائهم المشابهة.. كل هذا يحدث بعد أن سحبت مهمة ضبط العاملين من أيدي مشرفيهم، وأصبح المشرف لا دور له في ضبط ومتابعة مرؤوسيه بعد صدور قرار الإدارة باعتماد ورقة المواظبة الإلكترونية فقط.
لدينا نقابة -مؤتمر مهني- شكلية رئيسها وأعضاؤها ليست لديهم أدنى خبرة بالعمل النقابي، والمكتب القانوني بالشركة يقف ضد العاملين بالشركة، بدل أن يدافع عن حقوقهم، أو على الأقل مراجعة اللوائح المجحفة وتعديلها..
لذا سعدت جداً بطرح هذا الموضوع، وسعادتي كانت أكبر عندما وجدت بعض اللوائح المطبقة في بعض الدول العربية سواء في القطاع العام أو الخاص -الأهلي-..
فجزى الله كل من ساهم في إثراء هذا الموضوع، والتأكيد على أن العبرة بإنتاجية العامل وأدآؤه وليست بضبط حضوره وإنصرافه فقط..